مسارات تأسيسية زمن المتصرفية
يوم أحصَوا الرجال في القرن التاسع عشر وسجّلوا ملكية الأرض - الرِّزق، ووزّعوا المياه أملاكًا كما كان يقضي الشرع والعرف والقانون كان هؤلاء الذين شملناهم بِواو الجماعة يُعرفون بجيل المؤسسين وكانوا يثبّتون مجتمعهم، مجتمعنا القرويّ الزراعيّ، على ثلاث زوايا صلبة، الرجال والأرض والمياه.
والدراسة هذه ليس من شأنها التعميم بل التأكيد على أنّ مسار الجيل المؤسس أثبت بالواقع الملموس أنّ جبل لبنان مكان صالح لرغد العيش وقابل للتطور والحياة. وإلا كيف ولماذا نمت حياة اقتصادية واجتماعية وثقافية فوّارة زمن المتصرفية سرعان ما ارتقت وتطورت وتميزت عن جوارها زمن لبنان الكبير، والمتصرّفية ولبنان الكبير كيان واحد بدا مشوهًا زمن المتصرفية إلى أن أعاد الآباء المؤسسون بنيانه بالعَرَق والجوع والإيمان والتواصل بعد الحرب العالميّة الأولى.