بكفيّا الكبرى

مساحة تراثيّة، سياحيّة، سياسيّة
أنطوان يزبك

بكفيّا الكبرى، مساحة تراثيّة، سياحيّة، سياسيّة، موضوع يرتبط بواقع بكفيّا الكبرى الجغرافيّ التاريخيّ. واقع يعود إلى العصور القديمة، إذ ترجع الآثار المكتشَفَة في هذه الأرض إلى عهد الفينيقيّين والرومان والمَرَدة والصليبيِّين، مرورًا بغزوة المماليك في بداية القرن الرابع عشر الميلاديّ، ممّا دفع بأهالي بكفيّا الكبرى إلى هجرة بيوتهم وأرزاقهم لفترة زمنيّة طويلة استمرّت قرابة مئتين وخمسٍ وأربعين سنة، ليعودوا بعدها إلى موطنهم في منتصف القرن السادس عشر (1545 م). 

محطّات تاريخيّة قاسية من الاحتلالات اجتازتها بكفيّا الكبرى. فما كان موقعها في ظلّ نظام القائمقاميّتَيْن؟ وما حجم معاناتها في الحربَيْن العالميّتَيْن الأولى والثانية على صعيد الهجرة والمجاعة؟ ليأتيَ بعدها زمن الاستقلال الذي كان لبعضٍ من أبناء بكفيّا الفضل الكبير في نيله وإرسائه

أنْ تتحوّل بكفيّا الكبرى فيما بعد إلى مِساحة تراثيّة، سياحيّة، سياسيّة فهذا ليس بالأمر الصعب، ولكن هل يمكن اعتبار منطقة بكفيّا الكبرى مقصدًا تاريخيًّا ومنطقةَ جذب سياحيّ؟ هل بُنْيتها التحتيّة مهيّأة لهذا المشروع؟ ما هي نقاط الجذب والاستقطاب الأُخَر المكمِّلة؟ هل مجتمعها السكّانيّ مؤهَّل وجاهز للتعامل مع هذا النوع من المشاريع؟ لقد نجح في الماضي من جعل بكفيّا عاصمةَ نصف لبنان؛ وفي الماضي القريب مقرًّا لرئاسة الجمهوريّة؛ والعاصمة الإداريّة لمنطقة المتن؛ ومركزًا تربويًّا منافسًا؛ وصَرْحًا دينيًّا متنوّعًا؛ فلا مانعَ يمنع من جعلها مِساحة تراثيّةً، سياحيّة، سياسيّة ببلداتها الأربع، ولكن كيف؟

لم يحمل هذا الكتاب في سياق السرد التاريخيّ الحقيقة المكتملة، إذ لم يقتحم الخصوصيّات التي تكتنز المعلومات التاريخيّة من شخصيّة وعامّة. لقد رغبتُ في كشف بعض ما استطعتُ ممّا تحويه الخزانة التاريخيّة الغنيّة لبكفيّا الكبرى، وهي لا زالت بمعظمها داخل المنازل في جعبة ساكنيها. فلنشجّع الباحثين الجُدُد على التنقيب في خزائن بلداتهم، وسيجدونها مليئةً بالمفاجآت التاريخيّة والإنسانيّة. بعدها يكون تاريخ لبنان الذي نريد بألف خير.



أنطوان يزبك

وُلد في ساقية المسك – بكفيّا في 13 نيسان 1952، مترجم محلّف لدى المحاكم اللبنانيّة، نال الإجازة في إدارة الأعمال من الجامعة اليسوعيّة في بيروت، ثمّ عمل في حقل الترجمة الفوريّة في فرنسا والمملكة العربيّة السعوديّة من العام 1974 ولغاية العام 1991، عاد بعدها إلى لبنان ونال الإجازة التعليميّة في التاريخ من الجامعة اللبنانيّة. وماستير في التاريخ المهني من الجامعة اللبنانيّة أيضًا في العام 2020.

انتُخب عُضْوًا في المجلس البلديّ لبلديّة ساقية المسكبحرصاف في دورَتَي 1998 و2004 المتتاليتَيْن، وقد وزّع اهتمامَه على الشؤون البيئيّة والثقافيّة وقد شارك منذ العامّ 2005 في الاجتماعات التحضيريّة لفتح فرعٍ لجامعة CNAM-Paris الفرنسيّة في بكفيّا، حيث عُيِّنَ منسِّقًّا لهذا الفرع من العام 2007 ولغاية العام 2006.

كتب مقالات وأبحاث تاريخيّة واجتماعيّة، ومقابلات وتحقيقات في مجلاّت متعدّدة، وبخاصة مجلّة "وتبقى الكلمة".

لهُ مؤلّفٌ بالاشتراك مع الأب مارون الحايك الأنطونيّ بإسم أعلام بكفيّا الكبرى، عام 2002.

كتاب سيّدة النجاة – بكفيّا (1833 – 2020) منشورات دار المشرق، 2021، بيروت.

أطروحة شهادة الماستير 2 بعنوان: بكفيّا الكبرى مساحة تراثيّة سياحيّة 1943 – 2020. تقييم "جيّد جدًّا". وأصبحت نواة هذا الكتاب.

Categories Arabic, Lebanon : heritage and culture, Reference books Format 22 x 28 cm Pages 320 ISBN 978-614-459-069-0 Price $60 Weight 1600g