مقالات في الصحف | حول كتاب المعالي جورج سكاف الجديد الذي أصدر في ١٠ اذار ٢٠١٦ في إطار المهرجان اللبناني للكتاب - أنطلياس

Wednesday March the 23rd 2016 at 12:00 AM

الجمهورية, ١٢ اذار ٢٠١٦

يولَد الانسان من لحم ودم، لكن سعيد عقل وُلِد من لحم ودم وشِعر. فمنذ صغره أدمنَ الشعر وأتقَنه فلقِّب بـ»الشاعر الصغير». هو الذي كان من أكبر دعاة القومية اللبنانية، كتب أجمل القصائد والأغنيات في عواصم الدول العربية ومدنها. من قصائده غنّت فيروز: الشام، والقدس، ومكة والأردن... هو الذي دافع عن استخدام «اللغة» اللبنانية قولاً وكتابة من خلال الأبجدية اللاتينية، كتب أجمل القصائد بالعربية الفصحى بتميّز وتعمّق لغوي.سعيد عقل «الشاعر الزحلاوي»، كتب في صحف ومجلات عدة، فكانت كتاباته استشرافية استطلاعية، تصحّ في يومنا هذا.

«الجريدة»

في ذكرى وفاة سعيد عقل السنوية الأولى، في أواخر تشرين الثاني 2015، بدأت جامعة سيدة اللويزة بإصدار مخطوطاته ومقالاته المنتشرة في الصحف والمجلات، ومحاضراته الموزّعة على كلّ منبر.

وفي هذا الإطار، صدر عن منشورات «درغام»، كتاب «سعيد عقل اليوم اليوم» للوزير السابق جورج سكاف، ويضمّ كتابات الراحل سعيد عقل في «الجريدة»، بالإضافة إلى ذكريات سكاف مع سعيد عقل تحت عنوان «عصر سعيد عقل: ذكرياتي الغالية مع كبير العصر».

كان سعيد عقل يكتب مقالاته في «الجريدة» تحت عنوان «اليوم اليوم». في 19 شباط 1970 كتب مقالة بعنوان «رئيس وسلحفاة»، جاء فيها: «عام 1895 أنشئ في لبنان خط حديدي. عام 1908 ولد الترامواي. عام 1914 مَشت على طرق لبنان أوّل سيارة، كانت للدكتور غراهام.

بهذه الثلاثة عاد قلب لبنان ينبض بالتمدّن. كان قد توقّف الأمر منذ مصرع فخر الدين الثاني... لبنان، بسبب «تعتير» الطموح عند ساستِه، لا يزال يعيش عيشاً سُلحفاتياً... كتبت هذا كجزء من حملة توعية، بها سأقول للبنانيين: يكون رئيسكم المقبل متحليّاً بروح تبكيرية أو تصبحوا عائشين في وطن متخلّف، لا تصدّقون متى ستهاجرون منه...».

وكما صدقت رؤيا سعيد عقل في هذا المقال، صدقت توقعاته في مقالاته كافة.

هل من الممكن أن يغيب سعيد عقل عن المهرجان اللبناني للكتاب؟!

وفي إطار المهرجان اللبناني للكتاب الـ35، دورة غريغوار حداد، الذي تنظّمه الحركة الثقافية في دير مار الياس أنطلياس، أُقيمت ندوة عن كتاب «سعيد عقل اليوم اليوم» لجورج سكاف، شارك فيها كلّ من الوزير السابق إدمون رزق، والسفير السابق سمير شمّا، والأديب جورج مغامس، وأدارها أمين الداخلية في الحركة الثقافية حنا أبي حبيب، في حضور فعاليات سياسية ودينية وثقافية واجتماعية.

يقع كتاب «سعيد عقل اليوم اليوم» في 380 صفحة، وتزيّن غلافه الخلفي كلمات سعيد عقل، منها: «ولا مرّة فرّقت بين لبناني ولبناني، ولا بين تينة من لبنان وأرزة، على هذا ربيت. أمس رشّحت لرئاسة الجمهورية أحداً كعبد الباسط غندور، وإلى عشرين سنة خَلت رشّحت واحداً كابراهيم عبد العال، كما رشّحت جواد بولس، لا تَقرّباً من فئة ولا نكاية بفئة ولكن لمَحض قيمة مَن نُرشّح».